في اليوم الأخير من رحلتنا إلى دولة قطر، قررنا زيارة “قلعة الزبارة” والتي تعتبر أول معلم يتم إدراجه ضمن لائحة التراث العالمي في عام ٢٠١٣م. زيارتنا لم تكن فقط بسبب حبنا للتراث والتاريخ، بل أيضا بسبب ارتباط هذه المنطقة بتاريخ العائلة الحاكمة في مملكة البحرين “آل خليفة”.
تقع قلعة الزبارة في شمال غرب قطر، طريق الوصول للقلعة استغرق ساعتين تقريبا نتيجة الازدحام في العاصمة الدوحة، بمجرد ابتعادنا عن الدوحة، ابتدأت المعالم بالتغير، حيث يمكنك ملاحظة الملامح الصحراوية للمنطقة المؤدية للزبارة، لذلك تأكدوا من تعبئة خزان الوقود في السيارة وحملكم لبعض الطعام والماء.
مع اقترابنا أكثر من المنطقة، لاحت لنا قلعة الزبارة في الأفق حيث تخلوا المنطقة من أي معالم أخرى وتتربع القلعة منفردة .. القلعة أعيد ترميمها وصيانتها لذلك تبدوا حديثة نوعاً ما.
بالقرب من القلعة يوجد غرفة خشبية وهي عبارة عن متحف مؤقت وضعت فيه بعض القطع الأثرية التي عثر عليها أثناء التنقيب في المنطقة، بداخل القلعة لا تتوقع مشاهدة الكثير حيث توجد باحة رئيسية و تحيطها ممرات و مجموعة من الغرف، لكن بداخل كل غرفة يوجد معلومات منوعة حول تاريخ المنطقة والقبائل التي استوطنت الزبارة، وأهم الصراعات التي حالت دون استقرارهم وتطورهم. الطابق العلوي كان مغلق للصيانة و لم تتح لنا الفرصة لالقاء نظرة عليه.
بنيت القلعة في عام ١٩٣٨م في عهد الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني. أما المدينة الساحلية نفسها فقدت شيدت للمرة الأولى عام ١٧٦٠م، لكنها تعرضت لهجوم ودمرت في عام ١٨١١م، ثم بنيت على أطلالها مستوطنة أصغر، لكنها دمرت أيضا في عام ١٨٧٨م. خلف القلعة، توجد منطقة واسعة الامتداد تصل لساحل البحر و محمية بسياج لم نتمكن من الدخول لها، تحتوي على أطلال أثرية و لا تزال أعمال التنقيب نشطة فيها، حيث تحجب رمال الصحراء اطلال ٥٠٠ مبنى، وسوراً طويلا وابراجا، وسورين للحماية ومستوطنة قلعة مرير، حيث تقع آبار المياه العذبة.
حاولنا البحث عن مناطق مجاورة باستخدام جهاز تحديد المواقع (GPS) لتظهر لنا مناطق من مملكة البحرين كمنطقة سترة، حيث أن المسافة التي تفصل بين قطر والبحرين تصل إلى ٤٠ كم فقط عبر البحر !
حاولنا البحث عن معالم أخرى مجاورة للقلعة، فوجدنا بعض الأطلال لكنها مهملة نوعاً ما ولم نجد عنها أي معلومات.